Friday, September 22, 2017

كل حزب بما لديهم فرحون


 في كل مره امر على الايات الكريمه في وصف الفرقه في الدين كالايه "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ..." او "فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " اشعر انني في معضله كبيره, فكيف لنا في هذا الزمان ان ننتمي للاسلام ككل دون ان ننتمي لحزب او طائفه او حركه او جماعه. فالسواد الاعظم ينتسب لطائفه او حركه غالبا بحكم الوراثه لا الاختيار!
فبمجرد التعصب لفكر الجماعه او تعتبر طائفتك على الصواب مطلق وان تحصر الاسلام فيها وكل من خالفها على خطا تدخل في وصف  "ان الذين فرقوا دينهم " او "كل حزب بما لديهم فرحون" 
فالاسلام اكبر من ان يحصر في فئه واحده فهو جامع شامل ولو عدنا للمعنى القراني للاسلام فهو يشمل الموحدين والمؤمنين كافه من ادم عليه السلام الى اليوم ومن ضمنهم الموحدين من اليهود والنصارى وحتى ممن سبقوا.

ولكن في المقابل كيف يمكن عدم الانتساب لاي جماعه او طائفه وليس هناك مرجعيه مركزيه للاسلام انما المرجعيات الاسلاميه سواء شيوخ او دور افتاء او غيرها هي اصلا تمثل فئه او طائفه معينه. 
معضله صعبه! المعظم ان لم يكن الكل حين يحتاج الى مرجعيه سيلجا الى مرجعيه "الاباء والجداد" فمن ناحيه يبدوا الامر منطقي فلا يوجد سبب لان يلجا احدنا لياخذ بمرجعيه من طائفه اخرى او ليستمع لقول شيخ من طائفه او حركه مغايره ولكن هذا يعيدنا لنفس المعضله , فقد يكون التعصب لهذه المرجعيه برؤيتها الفرقه الناجيه والفرق الاخرى هي الفرق الضاله يجعلنا ندخل في وصف الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا.

فان كنت لا اريد ان انتسب لفئه واحده فمن ستكون مرجعيتي عند الحاجه!.
 لم اجد حلا لهذا المعضله الا ان انتسب لجميع الطوائف مجتمعه.

فحين تنتسب للجميع فانت لا تنتسب لاحد ولا يمكن ان تدخل تحت وصف  "كل حزب بما لديهم فرحون" او الذين فرقوا دينهم  ولكن كيف يمكن الانتساب لجميع الطوائف بنفس الوقت وهي مختلفه واحيانا متصارعه مع بعضها؟
قد يكون ذلك ان تنتسب للمشترك بينها وان لا تتعصب للمختلف فان لك عقل ليميز الصواب من الخطا فالحرام بيّن والحلال بيّن , فعند الاختلاف خذ براي واعذر من اخذ براي اخر واترك الحكم لله.

حينها ستكون مسلما حقا ولن تكون سلفيا او اخوانيا او صوفيا او شيعيا او زيديا
وبنفس الوقت لانك تنتسب للمشترك فستكون سلفيا واخوانيا وصوفيا وشيعيا وزيديا
وحين تلقى الله يوم القيامه ستقول له يا ربي ما اتبعت طائفه ابائي واجدادي انما اتبعت كل من ارشدني اليك وهجرت كل من حجبني عنك واعتصمت بحبلك وما حصرت رحمتك في فئه او طائفه واحده وان كانت طائفه ابائي واجدادي, انما رايتها جامعه شامله, الم تقل يا ربي ان رحمتك وسعت كل شي.